الجمعة، 7 ديسمبر 2012

نقطة و من أول السطر



عندما يضطرب حاسبى أعيد تشغيله لعل و عسى أن يستعيد كفاءته فى العمل من جديد. و لأنى أحس باضطراب أحوالى جراء الإضطراب الذى يجرى فى مصر..ما لا أريد الخوض فى تفاصيله. فلا يخفى على أحد منا الإنقسام بين الصفوف. و ما يزيد من الإضطرابات هو ما يروج له الإخوان من أن ما يحدث هو حرب على الشريعة مقحمين إياها حتى يستميلوا الرأى العام معهم من الشعب الذى يعرف بتدينه حتى من لا يصلى منهم و لا يعطى الله حقه فهو فى داخله لا يقبل أن يمس دينه.فإن حدثته عمن يريد الإطاحة بشريعته قام و ثار و هاج و قد يكون ممن لا يتابعون سير الأحداث و لا يدرى عن معركة الشريعة شيئا.
استيقظت اليوم فقررت أن أعيد تشغيل قلبى مرة أخرى.
أقلبك و ليس عقلك؟؟!!!
نعم....
و لم لا...ألم نؤمر بأن نستفت قلبنا..و لا أنكر بذلك ضرورة إعمال عقولنا.
فقررت العودة لنقطة الصفر. لأول بيت من بيوت الله فى مصر و أفريقيا. لمسجد عمرو بن العاص  و قد كان يسمى بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامعأاول منبر لنشر الإسلام فى مصر. ذهبت لصلاة الجمعة و من أول خطوة لى داخل المسجدبت أتأمل أعمدته و أرى صلابتها و حملها لسقفه على مر مئات السنين الماضية رغم ما تعرض له هذا المسجد عبر التاريخ و جدير بالذكر أن المسجد كان قد احترق و تهدم إثر إشعال النار فيه بأمر من الوزير شاور عندما خاف من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط. و إذا تأملت موقفه ستجد من الغرابة ما يذهل العقول فكيف يحرق المدينة خوفا عليها.


 و توالت و توالت على المسجد أحداث عبر التاريخ, و كان آخرها خروج الآلافمنه فى مليونية الشريعة دعما للرئيس مرسى فى قراراته رغم جزم العديد من الشيوخ و العلماء منهم الشيخ مصطفى العدوى بأن قرارات الرئيس ليس لها علاقة بالشريعة و إقرار البعض بأن جماعة الإخوان المسلمين هم من حشدوا لها عبر إقناع الناس بأن خروجهم  للدفاع عن الشريعة و من ذلك قول د/ وسام عبد الوارث مؤسس قناة الحكمة على تويتر يوم مليونية جامعة القاهرة " انا مش قادر أصدق ان كل هؤلاء مصدقين ان هذه المليونية مليونية الشريعة و كل من يشارك الآن الا قليل لم يشارك فى جمعة الشريعة ".
جلست أستمع إلى الخطبة التى كان يلقيها د/ أشرف المكاوى و فيها وجدت الإجابة على ما ذهبت من أجله فقد كانت خطبته محايدة تخلو من الرادكيالية تجاه معتقد بأن الرئيس مرسى و تأييده يساوى رضا الله عنا و دخولنا الجنة و معارضته يعنى أن مثوانا النار. فوجه ثلاث رسالات. الأولى لجماعة الإخوان المسلمين بأن يكفوا عما يفعلوه من تعريض أبناء الوطن لسفك دمائهم و انه لا يقبل أن يحمل مسلم سلاحا أمام مسلم و أدانهم بفعلتهم و أقر بأن مواجهة المتظاهرين هى من مهام وزير الداخلية و ليس جماعة الإخوان المسلمين و وصف ذلك بالإرهاب و الجريمة فى حق الشباب و الوطن إذ أنهم أرسلوهم بعد أن أقنعوهم بأنهم ينصرون الإسلام. أما الرسالة الثانية فكانت للرئيس و لرجال الدين على السواء بأن " رجل الدعوة غير رجل الدولة ". و الثالثة للرئيس قائلا " يا من ولاك الله علينا اتقوا الله فى انفسكم و أدركوا ماذا تفعلون "
فى الخطبة وجدت الإجابة حيث نفس المكان الذى خرج فى أول الأسبوع لتأييده شجب أفعاله و طريقة إدارته للبلاد. فى وسط الفتنة بين مؤيدين و معارضين. و أمام من يتهمونا عند شجب أفعاله بأننا مثيرى الفتنة وجدت من يقف على الحياد يؤيد فى الحق و يعارض فى الباطل.
و يشهد الله انى دافعت عن الرئيس عندما كنت أراه على حق و لكنى الآن لا أرى منه ما يؤيد عليه. و أنى قد انتخبته قاطعة مقاطعتى للإنتخابات رغم انتهاكه شرعيتى كمواطنة مصرية عند وصفه لى و أهلى بالجالية وما كان ذلك سوى للصالح العامة. و الآن لا أجد فيك صالح.
أما من يدافعون عنك رغم كل ما يحدث فأقول لهم إن كنتم تحبونه : فنصر أخاك ظالما أو مظلوما " و استقيموا يرحمكم الله.
و أسأل الله أن يجنبنا الفتن و يحفظ مصر و أبنائها... اللهم آمين.



الخميس، 1 نوفمبر 2012

أليس فى بلاد العجائب 





فيلم انيمى كنت بعشقه و أنا صغيرة 
شفته انهارده و كان احساسى مختلف
مكنتش عايزة حتى اكمله 
و سألت نفسى 
ازاى كنت بحبه و انا صغيرة 
وليه مبقتش بحبه 
هل لإنى بقيت اشوف الحياه بمنظور مختلف
و لا لإنى فشلت احقق أحلامى 
و حاسة إنه بيفكرنى بالفشل ده
 و بقت الأحلام فى نظرى مجرد أساطير 
قد كدة ممكن نظرتنا تتغير 
و جبال المستحيل تتغلب علينا 
و السؤال المهم 
هى اتغيرت بنسبة قد ايه 
تبقى كارثة لو كانت 100% 
الحياة من غير أحلام 
زى العربية من غير بنزين 
بصيت جوايا لقيتنى لسة عندى أحلام 
فيه منها اللى لسة عايشة 
و فيه منها اللى حل محلها أحلام تانية 
لكن المهم إنى أبقى 
لسة عندى الدافع أحققها 
لسة قادرة أكون مؤمنة إنى أقدر 
لسة ممكن أجمع إيمانى بحقى فى الحياه
مع العزيمة على تحقيق أحلامى 
و أطرح منها الطاقات السلبية 
لقيت الإجابة واضحة قدامى 
إن اول الطريق أنا فعلا واقفة عليه 
طالما إنى لسة مهتمة بأحلامى 
و عندى الإيمان الكافى بيها و الرغبة أقابلها فى يوم 
أحلامى العزيزة 
إلى لقاء قريب 

الاثنين، 11 يونيو 2012

من قلب الجالية النوبية فى مصر لفرعون مصر المحتمل "مرسى"


لم أجد ردا على وصف مرسى للنوبيين بالجالية و وصف العريان لهم بالغزاة أبلغ من
كلمات الاستاذ محمود عبد الرحيم على ما أذكرها منذ أن كنت بالمدرسة الأعدادية
يا رب أكون افتكرتها صح

بين الجبل و انهر
الأستاذ محمود عبد الرحيم
مدرس لغة عربية
-----------------------------------

بين الجبل و النهر
كانت حضارتنا
تتحدى صلب الصخر

أنا مين أنا..
أنا نوبى ابن السمر و لو عديت ألفين ممر
أنا كوش من غير رتوش

أنا فين أنا..
أنا بين جبال و المية طعم المر
أنا بين ضلوع الستر بتخبط ما ألاقى الستر

فارقت سعف النخل حاضن كل بيت
و الدمع فوق الخد يروى كل غيط
من أجل السد قمت و سديت كل بيت
من أجل مصر هصوم و هفطر زيت

ورونى فين الصافى و العراقى فين البيت
فين السما الصافية ده أنا اتحيرت
فين ضحكة الطفل الصغير و ايديه مليانة طين
فين جدتى بالمبخرة فرحانة من خير السنين
فين طلعة السمرا حلاها فى الجرجار
تتحدى لون البدر فى آذار
لما المراكب تنحنى للدار
مرساها قلوب تخاف العار

يا بكرة فين شمس الأصيل يضوى
عشان التمر فوق النخل يسمر الخضار
بين المقل ننى العيون تحتار
ليه يسألوك تحتار
مين اللى قال ان الوطن بالاختيار
مين اللى قال ان الوطن بالاختيار
مين اللى قال ان الوطن بالاختيار

قومى نفرتارى و هزى الماضى بالغربال
خلى أصالة مصر نصر فى كل حال

الاثنين، 21 مايو 2012

بسم الله الرحمن الرحيم 
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ( 31 ) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ( 32 ) 
صدق الله العظيم

يحزننى ما يلجأ اليه السياسيون دائما على اختلاف توجهاتهم الى السلاح الغير شرعى الا و هو الصاق الهوية الدينية بأى مشكلة يعجزون عن حلها. و هو أسلوب الضعفاء الذين يفتقرون الى الحجة فى الدفاع عن مواقفهم.
و هذا ما لجأ اليه الدكتور عصام العريان فى الرد على موقف اتحاد شباب النوبة الديمقراطى من زيارته للنادى النوبى العام بالقاهرة تحت مزاعم أنه قد اعتذر سابقا عما بدر منه من اساءة فى حق النوبيين و وصفهم بأنهم غزاة. حيث بادر الاتحاد بعمل وقفة احتجاجية أمام النادى النوبى العام فى اليوم المقرر للزيارة الخميس الوافق 17 من مايو 2012 احتجاجا على زيارة العريان قبل تقديم اعتذار رسمى كما أساء لنا فى صحيفة و هو أمر بديهى لمن يريد الاعتذار حقا.
فجاء رد العريان على موقف الاتحاد باتهامهم بانهم تبنوا هذا الموقف فقط لكونهم يساريين و لتحقيق أغراض خاصةو ذلك ما ورد بشبكة رصد على لسان العريان نصاً :


رد الدكتور عصام العريان لرصد
ومن جانبنا قمنا بالاتصال بالدكتور عصام العريان - رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب - الذى أكد أنه لم يكن يقصد الإساءة إلى النوبيين بأي شكل من الأشكال, وأنه قدم اعتذارا لوجهاء النوبيين عن سوء الفهم, وأنهم قبلوا اعتذاره, وتم قفل هذا الملف منذ فترة طويلة, ولكن ولا أسباب غير معروفة وأهداف مغرضة تم إثارة الموضوع مرة أخرى في هذا التوقيت من جانب اليساريين؛ لتحقيق أغراض خاصة، وأشار العريان إلى أنه كان يقصد في مقاله أن النوبيين حكموا مصر, وهذا شيء في صالحهم وليس ضدهم.
وحول المطالبة بتقديم اعتذار رسمي ومكتوب للنوبيين أكد العريان أنه اعتزز, ولن يعتذر مرة أخرى؛ لأنه ليس مطلوبا منه أن يعتذر لكل نوبي.
وشدد العريان علىتقديرهلأهل النوبة واعتزازه بهم مشيرا إلى أن ما تداولته بعض وسائل الإعلام منأنه شبه أهل النوبة بالهكسوس غير صحيح, وقال: "إن حديثه عن أهل النوبة جاء فيسياق مقال له تم نشره قبل عام في جريدة قومية بعنوان «مصر والعالم»تحدثفيه عن تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة, ومدى استيعاب مصر لهذه التنوعاتالمختلفة، مجددا احترامه لشعب النوبة وتقديره لهم".                 


فكيف به ان يسىء الينا فى صحيفة قومية ثم يتوجه بالاعتذار لوجهاء النوبيين؟؟؟
و هل هذا هو الأسلوب المتبع؟؟
بالطبع لا و انما صدر هذا التصرف من العريان تعاليا على النوبيين و فيه اساءة للمرة الثانية لامتناعه عن الاعتذار رسمياً.
و لا ارى من اتهامه للاتحاد بتبنيه رفض الزيارة لاختلافه ايدولوجيا و أيدولوجيته الا أنه ضعف موقف ليس الا. و من باب العلم تم أخد قرار تبنى اتحاد شباب النوبة الديمقراطى لمنع زيارة العريان بتصويت من الأعضاء و تم الأخد برأى الأغلبية و قد تضمنت الأصوات الموافقة على 50 % من غير اليساريين. و لا اعنى بذلك أن موافقة اليساريين كانت بدواعى اغراض لها علاقة باللاختلاف اليدولوجى و انما جاءت لأنهم نوبيون و يضعون كرامتهم كنوبيون فوق أى اعتبارات حزبية و أيدولوجية كما ورد على لسان الأستاذ رامى يحى أحد الأعضاء اليساريين الذين أعتز بهم لمجرد معرفتى الشخصية به فكيف بالعمل معه و اعضاء الحزب الأجلاء . و ارفع رأسى عاليا لأنى أنتمى لهم رغم أنى من أوصف باتجاهى الدينى و لا أزكى نفسى دونهم عند الله فقد يكونوا أعظم أجرا منى عند الله سبحانه و تعالى.

الثلاثاء، 15 مايو 2012

فى ذكرى الفنان حمزة علاء الدين "صورة لم تمت"


بقلم الرصاص بدأت كلماتى اليوم لا بلوحة الحروف على حاسوبى. فكلماتى اليوم لن تكون كلمات و انما خطوط تميل هنا و هناك و تعبر من اليابسة الى البر و من الأرض للسماء لتهبط على النخيل الشامخ عاليا فى سماء مخيلتى التى رسمت لوحة من القلب. قلب ارتوى بأسمى كلمات تعزف على أرقى الألحان ليشدو بها أعرق الأصوات لتسمعها آذان فتاة من جيل الثمانينات نشأت على حنين بات مصيرها بعدما حرمت من رؤية ما سمعته من أنين و أشواق فى كلمات الأغانى.
أول ما سمعته من الأغانى النوبية كانت للفنان حمزة علاء الدين الذى صور و أبدع فى نقل صورة النوبة بنيلها و ترابها و نسيمها و طيبة أناسها. ففى صباى رأيت الأطفال يلعبون و يأكلون تمرها و يتسابقون، و فى شبابى رأيت محبوب ينتظر البريد و يغار على محبوبته من شبابها .و بين أم تنعى وليدها و عروس تباركها القلوب اختلطت مشاعر الحزن بالفرح فباتت خطوط قلمى ترسم نوبتى بمشهد أرسمه منذ أكثر من عشرين عاما ولكن مازال المشهد ينقصه شئ . فلم استطع يوما اضفاء الحياة عليها. فأنى لى أن أرسم الروح التى أغتيلت بدون رحمة.
و يموت صاحب اللحن المصور لها و لكن الصورة التى رسمها بخلدنا لم تمت و سنعيد سيرتها الأولى. 

السبت، 5 مايو 2012

بثرة.....!!!!


صباح جديد يبدأ ليطل يوم وليد .استيقظت و نهضت من الفراش و فى طريقى للخروج من غرفتى مررت بمرآتى و هالنى ما رأيت ..يا للهول لم أنت هنا .. و ماذا سافعل بك ..
كانت بثرة ظهرت على مقدمة ذقنى ..كم أكرهها و لكن لن أستطيع طردها لمجرد عدم رغبتى بها..و تركتها و ذهبت للحمام لأغتسل ثم ذهبت لعملى. و ظللت بين الحين و الحين أتحسسها فاجدها تكبر حجما ..و لاغم أن حجمها لم يزد عن رأس الدبوس الا انى كنت أشعر و كأنها فى حجم الليمونة.. و يمر الوقت و اتذكرها ..فأتفقدها ..لأشعر بضيقى يزداد بنسب لا تتناسب و معدل زيادة حجمها..لتصبح اصعب لحظاتى هى التى انظر فيها فى المرآة فأراها..لم أعد ارى من وجهى شيئا سوى قبح تلك البثرة اللعينة.. لم اعد ارى البهجة فى ملابسى ذات الالوان الزاهية التى اعشقها.. لم اعد ارى ابتسامتى ..لم اعد ارى فى عيناى أن الآتى أجمل.. و كأن الحياة توقفت عند تلك البثرة ..سلبتها منى ببرود .. حاولت أن أشغل تفكيرى عنها دون جدوى.. فوضعت شيئا من مساحيق التجميل على وجهى فلم تخفها .. فحللت عقدة شعرى و أسدلته و أخدت اجرب أشكالا من التصفيفات فى محاولة لألتهى عن بثرتى .. و لكن هيهات ظلت فى مكانها غير آبهة لما افعل كى أخفيها..لم اجد لأى مما أفعل جمالا يدارى قباحة بثرة جعلت كل ما حولها رمادى اللون.. حتى سئمت محاولاتى و استسلمت لوجودها الحتمى.. و انتهى بى الحال لفراشى لأنام.. فلم يعد هناك ما أفعله.
و استيقظت على صباح جديد حاملا على اشعة شمسه يوم جديد فنهضت من الفراش و مررت بمرآتى.. فاذا بالبثرة اخذت لنفسها مخرجا لتفرغ ما حوت من صديد و لم يتبق منها سوى ذلك الاثر الذى اخذ فى التلاشى شيئا فشيئا.. و تذكرت أن ما سبقها من بثرات على مر الزمن قد تلاشى أيضا بعد زيارة عابرة.. فأين هم الآن..

الجمعة، 27 أبريل 2012

جار الساقية فى العصرية نحكى حكاوى.............. و الأفراح هتملى الناحية و يا غناوى........



لما قالها منيب و هو بيحلم بالعودة قالها وهو بيحكى عن الحال هناك بعد العودة اللى مشتاقين لها. وتعدى الأيام و السنين و حلم العودة فى قلب و عقل كل نوبى لكن عشان الحكاوى مش بتستنى و الحكاوى مالهاش زمان و لا مكان، المهم اننا بس نحكى من قلبنا و مش محتاجين غير صحبة حلوة تسمعنا؛ و عشان الآلام زادت و الحنين عشش فى قلوبنا اتجمعنا و اتكلمنا و طبعا فى وسط جزيرة فى النيل..هو احنا نقدر نعيش بعيد عنه..
 فى متحف محمود مختار كان اللقاء نوبيين و غير نوبيين و حكاوى من كل الأجيال..من اللى عاش فى القاهرة و اللى عاش فى النوبة.. من اللى شاف النوبة قبل التهجير و عاش مأساتها واللى بس سمع عنها من عمامه و خيلانه و جدوده.. الكل بيقول اللى فى قلبه و رؤيته عن النوبة فى تسجيلات مصورة..
و لا تحلى الحكاوى الا بالمشاركة..نتكلم و نسمع بعض..أدار الحديث حماده حمدى حداد و اسراء حسين و مصطفى الشوربجى باللغتين النوبية و العربية. اتكلموا عن الهجرة بين الماضى و الحاضر و ناقشوا الحضور فى واجباتنا تجاه القضية بعد ماحكوا عن تاريخ الهجرة فى نبذة سريعة. المشاركات كانت كتير و فعالة. و مكانش ناقصها غير صينية شاى بلبن النوبى بتاعنا.
و طبعا ما يتجمعش النوبيين الا و لازم يرقصوا..فى فرحهم يرقصوا و فى حزنهم يرقصوا..أصله شعب عايشها ببساطة و حب. و ما بين أصالة العود و حداثة الأورج عزفت أحلى انغام مع أجمل أصوات تغنى و ترقص على انغامهم قلوب عاشقة نسيم النيل اللى جاى من هناك..من النوبة.
ابتدينا الحفل بصوت الفنان كرم مراد اللى والدى كان بيقوللى انه و هو صغير كان بيمسك "الكوسير" و دى مقشة نوبية معمولة من سعف النخيل على انها عود و يغنى. على أنغام العود غنالنا أحلى اغانى فى وصف النوبة وارضها و شعبها.. فتلاقى أغنية بتقولك النيل بيتمشى من توشكى لكلابشة و أغنية بتوصف ريحة خبيز أمه و يختمها واصدق احساس مع مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب.
و ييجى الفنان احمد اسماعيل بصوته الشادى يغنى عن مصر قبل النوبة يغنى عن الثورة قبل ما يغنى عن الهجرة و حواليه قلوب بترقص..حزينة لكن بترقص..قاتلها الحنين و برضه بترقص..
و يكمل المتعة الفنانين صابر و أمير حجازى و لايقف الرقص و يرجعونى لأيام زمان قبل ما تاخدنى دوامات العمل و ضغوطه. و رغم انى بطلت أرقص لسبب ما فى نفسى لكن كنت حاسة بنفس احساس كل واحد بيرقص و مشاركاهم كلهم .
و ينتهى الحفل مع أحمد اسماعيل مع اغنية يرسل فيها السلام للكل.
و لكن لاتنتهى لا الحكاوى و لا الرقص و يستمر مشوارنا
انتظرونا فى فعاليات قادمة......ليكم و بيكم  


الأربعاء، 18 أبريل 2012

هل أنت سودانية؟؟!!!


سؤال اتسألته أكتر من اسمك ايه...
و اتسألته اى واحدة نوبية عايشة على أرض مصر
مع انى متسألتش السؤال ده برة مصر
و طبعا السؤال ده بيزعل النوبيين قوى
مش عشان السودانيين وحشين و لا حاجة
بالعكس دول طيبين جدا و أقرب لعاداتنا من المصريين
و الحقيقة انى اتسألت كتيييييييييييييير قوى السؤال ده
من سودانيين.....
!!!!!!!!!!!!!!!!!
أيوة ....لكن مش بزعل لما بتسأله منهم
اشمعنى....
أصلى بتسأله لما بكون فى الجامعة و يوقفنى سودانى و يسأله
لانى عارفة انه بيسأل عشان من عاداتهم ان لو سودانى قابل سودانية فى الغربة و مسألهاش ان كانت محتاجة اى حاجة أو عندها اى مشاكل......يبقى عيب قوى حتى لو كان ميعرفهاش
كم أنت عظيم أيها الشعب السودانى
 لكن اللى يزعل بجد ان المصرى ميبقاش عارف ان ليك وجود فى البلد
يبقى شايفك من بلد تانية لمجرد ان لونك اسمر منه
مع ان عمر المصرى القديم ما كان أبيض البشرة و لا كانت عينه ملونة
مع ان مصر لونها قمحى لون نيلك يا مصر.......يااااااااااه وحشتينى يا عفاف

ماتت جدتى و لايزال قلبها يدمى



فوق الرمال الناعمة  على شاطئ النيل وجدتها تجلس تعبة تتألم ، فتعجبت ؛فما الذى أتى بها الى هنا. حاولت أن أساعدها على النهوض و لكنى لم أقوى على ذلك فانتقل احساسها بالألم الى داخلى مضاعفا. فحملت احساسها بالألم مضافا اليه احساسى بالعجز عن مساعدتها، حتى مر بنا صديق و رأى ما نحن به فتبسم و نادى على أصدقائه ليساعدوها. فطلبت جدتى منهم أن يضعوها على السرير بجانب النهر و أبت أن تذهب الى مكان آخر. فحملوها و وضعوها فى سريرها و عدلوا وضعيتها مراراها بما يجعلها أكثر راحة. فما كان منها الا أن تبسمت و دعت ربها لهم.
صحوت من نومى متعجبة لما رأيت فجدتى ماتت منذ أربعة أعوام. و المكان الذى وجدتها فيه لم أرها فيه من قبل فقد كانت تعيش فيه منذ عشرات السنين قبل أن تغمره المياه بعدما بنى السد العالى؛ و قبل أن أولد أنا و أصدقائى فى الحلم. و ما الذى أتى بهم الى هذا المكان و هو لم يعد موجودا من الأساس . و لبثت حائرة فى كل ما رأيت.
و لكن سرعان ما بدأت تنهال على رأسى كل تلك الصورللآلام التى كانت تعيش بها و الدموع التى كانت تنهال على وجنتيها عند التفكيرفيما فقدت من وطن كان بمثابة الحياة لها و لعشيرتها. فما كان النيل سوى شريان الحياة لهم بما يحمله لهم من الخير و الرزق. و كان لهم الطبيب النفسى و دواء الجروح يشكون له أحزانهم. و لا ينسونه من أفراحهم فيمشون اليه بالزفة حاملين اليه العروسان ليبارك فرحتهم، ثم يحملون اليه الوليد ليبدأ حياته منه، و نسمات هوائه التى يتنفسونها هى ما تبقيهم أحياء ليرتووا من مائه؛ و من طمى ضفافه يرزقون.
و بالطبع لم تكن الحال هكذا فى ما استبدلت به تلك الحياة. عشت معها فى قرية من قرى النوبة بالتهجير داخل ما يشبه المعسكرات. فالبيت النوبى التى عاشت فيه بطابعه المميز للحضارة النوبية و بحجراته الصيفية منها و الشتوية؛ و رسوماته الفنية التى تعكس روح الفنان التى تعيش داخل كل نوبى؛ و رائحة الأصالة التى تعطر جنباته فتزرع ذلك الحنين داخل كل من يدخل عتباته؛ لم يعد هو نفسه ذلك فقد اختزل الى حجرات متلاصقة لا يفصله عما يجاوره سوى جدار لا يحترم خصوصية اهله. دور خنقت اهلها فما عادوا يشعروا انهم فى بيوتهم.
و حظيت الأراضى الزراعية بنصيب وافر من التغيير بعدما فقدت ما يمدها بالحياة. فتجد النيل بما كان يمده من مظاهر الحياة اختفى من الصورة و ظهر مكانه ترعة صناعية يمر فيها الماء و كأنه موظف يؤدى عمله فى فتور غير عابئ بما خلق لأجله. و فقد ذلك الارتباط بالماء؛ و اقتصر فقط على تذكره فى الأغانى الحزينة التى كانوا و ما زالوا يسترجعون فيها ذكرياتهم.
و لأن ما يميزالبشر عن بعضهم البعض هو مدى تحضرهم، و الحضارة ليست فى المعمار و العلم فقط و انما فى رقى الموروثات الاخلاقية والانسانية وهو ما تفتقده معظم الحضارات و ان كانت لها تاريخ فالعلم وحده لايبنى الحضارات. و الناظر الى الفارق بين الصورتين فسيجد أنه ليس بفارق مادى و حسب، و انما فارق روحى و فارق فى عنصر هام من حياة الانسان ....انها روح الانتماء ما جعلتنى أرى جدتى بعد وفاتها بسنوات فى أحلامى لتقول لى تلك هى بلدك التى لم تريها و لم لكنك منها و هى منك..
الأصدقاء الذين قاموا بمساعدتها و مسح ألمها و رسم البسمة على شفتيها ما كانوا الا أولئك الجنود الذين عرفتهم منذ وقت قليل و لكنهم حقا اسعدونى لاعطائى الفرصة و اشراكى معهم فى القتال ضد كل من يسلبنا ضحكتنا..فأصبحت أسعد بصحبتهم فى واقعى و أحلامى....
جنود اتحاد شباب النوبة الديمقراطى...شكرا  



ذهبوا للبحث عن إنسان بدائي فوجدوا حضارة بكامل نضجها

 نقلا عن مقال شذى مصطفي-جريدة الشرق ااوسط-الخرطوم


ظل البروفيسور وليام آدامز أستاذ علم الإنسان في «جامعة كنتكي» الأميركية لسنوات، يحلم بأن يترجم كتابه الضخم Nubia, Corridor to Africa الذي نال عنه عدة جوائز، الى اللغة العربية، لإحساسه بضرورة أن يعرف النوبيون خاصة، والسودانيون عامة عظمة تاريخهم.
بالنسبة لوليام آدامز، فإن كتابه «النوبة رواق أفريقيا» هو «إنجاز عمره ومولوده الذي لا يحب سواه»، وتحقق حلمه وخرجت الى المكتبات أخيرا ترجمتة العربية، التي قام بها الدكتور السوداني محجوب التيجاني محمود أستاذ علم الإجتماع في ولاية تينسي الأميركية، حيث تفرغ ثلاث سنوات لترجمة الكتاب المكوّن من ألف صفحة، ويصفه دكتور محجوب بأنه أهم وأشمل كتاب عن تاريخ الممالك النوبية القديمة بشمال السودان والسودان ككل، منذ نشأة الحضارة الإنسانية حتى بداية العهد الوطني.
مكث آدامز في شمال السودان سبع سنوات برفقة زوجته، كان خلالها رئيسا لحملة اليونسكو العالمية، التي بدأت عام 1959الى عام 1966، لإنقاذ آثار النوبة قبل أن تغمرها مياه السد العالى بأسوان، وهي أول حملة إنقاذ منظمة من العالم، وجاءت نتيجة لدعاية هائلة نجحت في ضم أربعين بعثة، تمثل أغلب أمم العالم الصناعية، وقام خلالها والفريق الذي يقوده باكتشاف وتسجيل ما يزيد عن ألف موقع أثري.
ظلم ذوي القربى
أسرت أرض النوبة العليا ـ جنوب مصر وشمال السودان ـ بسكانها، ذوي البشرة الداكنة، خيال الإغريق والرومان، وكتب عنهم هوميروس «انهم أقسى أمة وأشد الرجال عدلا، المفضلون من الآلهة، وقرابينهم هي الأغلب تقبلا من كل تلك الضحايا التي يستطيع البشر تقديمها لهم». وجاء ذكر ملكها تهارقا في الكتاب المقدس. ومن العلماء الإسلاميين كتب عنها ابن خلدون مستعرضا تاريخها وجغرافيتها وكذلك المقريزى والمسعودي. إلا أن النصوص المصرية القديمة كانت تعامل هذه المنطقة على أنها فقيرة وغير جديرة بالحضارة، وبقيت مستغلة ومضطهدة من المصريين وفق ما شاءوا لذهبها وعاجها وعبيدها. ويعلّق البروفسور آدامز «أنه من الغريب أن علماء الآثار تأثروا بهذه النصوص الهيروغليفية وتأصّل سلوك المصريين القديم نحو النوبة في عقولهم، الى أن طغى كليا على المفهوم القديم للنوبة، كنبع منفصل للحضارة»، ولذا كانت دهشة علماء حملة اليونسكو كبيرة عندما وجدوا آثارا مختلفة لم تكن من أصل مصري. وهي من الكثرة بمكان، حيث انه بعد الموسم الأول للحفريات، وجد العلماء ما لا يقل عن أربع حقب ما كان لها معادل مصري.. فقد ذهب علماء الأنثربولوجيا للبحث عن إنسان بدائي فوجدوا «طفولة الحضارة ومراهقتها ونضجها!». ويكتب وليام آدامز «بينما كان السد العالي يسدل الستار على كتاب النوبة، كان يفتح في نفس الوقت، فصلا جديدا في دراسة آثار النوبة العليا، فعمليات البحث في بداية القرن الماضي، كانت جشعة، تبحث فقط عن القطع الفنية والكنوز، وبعدها جاءت عمليات تنقيب انتقائية عن القصور والمعابد الملكية والقبور، إلا أن حملة الإنقاذ هذه فرضت على علماء الآثار جمع أي قطعة صغيرة يعثرون عليها، وجاءت الدراسات وافية لشعب بأكمله». وقد عرف النوبيون بتلاقح ثقافتهم مع ثقافات الحضارات العالمية، فضمت الآثار الحمامات الرومانية والمعاصر، ومواد بنائية جيرية محمرّة اللون، وفخاريات بنفسجية وبرتقالية، حيث للفخار النوبي مكانه المشرّف في متاحف العالم، جنبا الى جنب مع الكتابة الإغريقية وطرائق الدفن المصرية، أما أقدم مدّون مكتوب بها فيرجع للألف الرابع ق. م، وبها من العصور الفرعونية والوثنية صروح لعبادة الآلهة، وأخرى رومانية، ثم الكنائس والأديرة وصوامع النساك المسيحيين، انتهاء بالصروح الإسلامية والمشيخات ومنشآتها التعليمية.
عمليات التهجير
يكتب البروفيسور آدامز عن عمليات التهجير، إبان فترة بناء السد العالي الذي كان رمزا لسوء الحظ الجماعي، والذي سيؤدي الى تهجير 53 ألفا من النوبة السودانيين، و48 ألفا من النوبة المصريين، وقال إن عملية بناء السدّ لم يستشر فيها الجانب السوداني. وأدّى غضب النوبيين الذين باتوا يرون التدمير الوشيك لديار أجدادهم ومصالحهم، الى إزاحة الرئيس السوداني إبراهيم عبّود عن منصبه عام 1964، وبعض الحالمين الذين كانوا يستبعدون مفارقة أرضهم، كانوا يأملون أن مياه السد لن تغمرهم، وأن المشروع لن يتم أبدا، وأن السوفييت سيخذلون المصريين، وبعضهم تمنى سرا عودة الاستعمار لينقذهم، وآخرون وصلوا لدرجة تخيل أن الإسرائيليين سوف يفجرون الخزان حال اكتماله. وعندما بدأت مياه السدّ تتسرب الى المناطق رويدا رويدا، لم يكن هناك بد من الرحيل وصارت قطارات التهجير التي تحمل آلاف السكان، حدثا يوميا مألوفا. ولم تتوقف التوديعات الأخيرة التي صحبت الرحيل الأبدي، وكتبت الأشعار الحزينة على جدران المنازل المهجورة والتي أذابتها فيما بعد مياه السدّ، لينقل النوبيون الى حلفا الجديدة، وهي منطقة بعيدة كل البعد، عما ألفوه من أشجار نخيل ونيل منساب، وفوق كل هذا حضارة امتدت لآلاف السنين.. ويتساءل البروفسور وليام آدامز، في نهاية كتابه «ترى هل سيكون هذا الشتات الذي فرض على النوبيين سببا لتوحدهم في المستقبل، كما كان مع اليهود والأرمن وأقليات أخرى؟ هل سينجحون في صون هوية انفصالية بسبب الظروف المتغيرة للقرن العشرين»؟

الأحد، 15 أبريل 2012

لا للتغيير

لا للتغيير

ركن الدمى فى محل الألعاب طالما جذبنا صغارا و كبارا فملكناها و تملكناها، و بعد حين يهملها الكبار كما حطموها صغارا؛ دون أن تترك انطباعا داخلنا. فهى على تباينها لا روح لها، ما يميزنا عنها، تلك الروح التى نعيش بها .
 و لكن.. أنعيش داخل أرواحنا.. أم تعيش أرواحنا فينا.
فكل منا يمر بدروبه الخاصة خلال رحلته. تلك الدروب التى تتشكل تبعا لخصائصه الجينية و البيئية و النفسية و ما الى ذلك. فتجدنا نتباين فى وضعنا داخل أرحام أمهاتنا فقد يخرج هذا أو ذاك عن المألوف. و حتى استجاباتنا للمؤثرات الخارجية نختلف فيها. و لكن ما نتفق عليه هو أننا لا نسمح لكائن ما كان أن يفرض علينا ما لا نريد مرغمين، و لا نكيل مكيالا بميزانين؛ و انما تبقى بساطة حياتنا داخل هذا المجتمع النقى لأن أرواحنا لم تكن قد تلوثت بعد.
و تنتهى تلك المرحلة من الرحلة لنجد أنفسنا نعبر من ذلك الممر الضيق حتى نكاد نظن أننا لن نخرج منه أبدا غير مدركين.. ماذا يحدث..
 و ما هذا الزلزال ..
 و اذ فجأة..
ماذا؟.. ما هذا؟.. أين أنا؟
و أين ذلك الماء الذى كنت أعيش فيه؟ من سلبه منى؟
و ما هذا الوسط الغريب؟
و من ثم يزأر ذلك المخلوق الضعيف.. انها أولى صرخاته.. صرخة الاعتراض التى تجعله يبدأ عملية التنفس.. تنفس الهواء الذى لن يستطيع العيش بدونه و لو لدقائق معدودة.
لقد اعترض صارخا على اجباره على الخروج من بيئته التى عهدها و انتزاعها منه بكل ما حوت من دفء الموطن الى بيئة جديدة لا يعرفها دون اعلامه مسبقا و دون رغبته؛ لتتناوله يد لا يعرف لمن هى و ما هى فاعلة به؛ لتناوله بدورها ليد أخرى لا يعرفها أيضا لتضعه على طاولة غريبة لتبدأ الاعتناء به.
و يتساءل أين أخى.. لقد كان معى طوال الوقت.. ترى هل أصابه مكروه خلال هذا الحادث.. ألا يجيبنى احد.
و ما هى سوى دقائق حتى يظهر.. فينظر اليه بعين اللهفة وينتظره ليصرخ تأييدا له فى الاعتراض على ما أصابهما.. فلم يجد منه سوى الصمت.. فقط الصمت.. و لا تظهر عليه ملامح الحياة.. و قبل ان يأتى بأى سؤال.. يجد يد الطبيب تضرب على مقعدة أخيه ليطلق صرخة واحدة تمرر الهواء عبر صدره لتعيد اليه مظاهر الحياة؛ التى لولا صرخته لما كان لها وجود.
أويموت الانسان فى أولى لحظات عمره فقط لأنه لم يهب صارخا لسلب ارادته؟
و لم توانى فى صرخته حتى اجبره عليها أحد خاضعا له؟
و تمضى الايام و لا يجد اجابات للتساؤلات التى تدور فى راسه منذ ان ولد ، حتى عازها الى فقد اخيه لنعمة النطق؛ فهو لم يسمعه ينطق طوال الوقت؛ لا فى المدرسة، و لا فى الحافلة، و لا أثناء لعبهما. حتى أتى ذلك اليوم و هما يتسابقان على الرمال حتى البحرو هو رافع رأسه يتطلع للأفق.. لما وراء البحر.. و أخاه يجرى و رأسه لأسفل ناظرا لما تطأ قدماه. فتعجب و لكنه استمر فى اللعب حتى استوقفه صوت غريب لم يسمعه من قبل ليلقى عليه ما لا تطيب له أذناه ناهيا اياه عن التطلع لما لا تصل ايه قدماه............
·       أنزل عيناك اخى فما فى الأفق سوى السراب و ستظل تمنى نفسك به دون جدوى.
فثغر فاه.. و تسمر فى مكانه..
v   ماذا؟؟؟؟؟؟...ألست اخرس؟؟؟؟؟
·       لا... من قال هذا
v   عشت معك طوال حياتى و لم أسمعك تقول شيئا.. و لمَ لم تتكلم من قبل؟
عندئذ قطع حذاء أخيه من حجر تعثر فيه، فأكمل طريقه غير مبال فسأله
v   هلكت أحذيتنا من وعورة دربنا.. أما لنا عليها من سبيل لاصلاحها ؟؟
·       و ما لى بها، لا يعنينا اصلاحها.
v   كيف ذلك؟ و من يصلحها اذا؟
·       و لم أصلحها..هكذا وجدتها.. و سار عليها قبلى السلف.. فلو كان من شأنها الاصلاح لأصلحوها.
v   لست مجبرا على السير عليها هكذا لنهم ساروا عليها قبلى خانعين.
·       أخى.. لن تستطيع.
v   بلى.. أستطيع.
·       أنت تحدث جلبة دون جدوى..
v   سنرى..
·       أنت وحدك..
v   لا يا أخى...فهناك الكثير ممن لم يضربهم الطبيب ليتنفسوا.
·       ماذا..لا أفهم.
v   و كيف لك أن تفهم.
·       يا ويلتى... اختل عقلك.
v   أو أنا من اختل عقله لأنه يريد اصلاح وعورة الطريق.
·       مهلا..مهلا..ماذا أنت بفاعل؟.. أنت تخرب الطريق.
v   بل أصلحه.
·       كيف تصلحه و قد جعلتنى غير قادر على السير فيه؟..انه أكثر وعورة و ملىء بالحفر.
v   لابد لى أن أظهر الحفر التى به لآبدأ باصلاحها.
·       انظر الآن ماذا فعلت. أليس هذا رفيقك الذى بالحفرة التى بجانبك.
v   نعم هو..فقد سقط بالحفرة أثناء عمليات الاصلاح. لذا اختفت واحدة من الحفر بعد أن ملأ فراغها بجسده و لم يصبح لها وجود.
·       ياللهول لم اكن أعلم ان لك قلبا بهذه القسوة..أنت بلطجى يسير على جثث رفاقه.
v   بلطجى.. بلطجى..منذ متى و أصبحت بلطجيا. و أنا من كان طوال رحلتنا يساندك و يساعدك على تخطى العقبات.
·       أنت مخرب و لولاك ما شاعت كل هذه الفوضى.. فالطريق الأن خرب لا أحد يستطيع السير فيه و ملىء بالجثث.. كيف سولت لك نفسك أن تفعل هذا.. انا و ربى أبرياء منك و من أفعالك.. و من دفعك لفعل ذلك.. ان لم تعد لصوابك فسأكون انا من يضرب عنقك.
v   تضرب عنقى !!!!!!.........و لكن ليس الذنب ذنبى...افتح عينيك لترى الحقيقة..فمن يسقينا الويلات هو من حفر الطريق و تركنا نتعثر فى وعورته.
·       اصمت...
v   و كيف لى أن أصمت.. و قد ولدت صارخا.
·       هكذا الأمر اذا.. انه ذلك الطبيب الذى يدفعنا للصراخ فى مهدنا.. تبا له و لك.
v   لا لم يضربنى أحد لأصرخ..بل كانت صرختى أنا.
·       و من يدافع عنه سواك. انظر للحقائق.. فهو يحاكم الآن على فعلته.
v   يحاكم على ماذا.. انه يضرب الأطفال ليساعدهم على التنف.......
·       هذا ما دس بك وسطنا لتروج له بشائعاتك.. يجب أن تغير من قناعاتك تلك و الا ضربت عنقك.
v   لا ..
·       ماذا!!!!!!!!!!!
v      أقولها لك عاليا و رأسى قبل السماء و قلبى قبل عينايا معلق بالأفق. أقولها لك لا ........لا للتغيير.