الجمعة، 7 ديسمبر 2012

نقطة و من أول السطر



عندما يضطرب حاسبى أعيد تشغيله لعل و عسى أن يستعيد كفاءته فى العمل من جديد. و لأنى أحس باضطراب أحوالى جراء الإضطراب الذى يجرى فى مصر..ما لا أريد الخوض فى تفاصيله. فلا يخفى على أحد منا الإنقسام بين الصفوف. و ما يزيد من الإضطرابات هو ما يروج له الإخوان من أن ما يحدث هو حرب على الشريعة مقحمين إياها حتى يستميلوا الرأى العام معهم من الشعب الذى يعرف بتدينه حتى من لا يصلى منهم و لا يعطى الله حقه فهو فى داخله لا يقبل أن يمس دينه.فإن حدثته عمن يريد الإطاحة بشريعته قام و ثار و هاج و قد يكون ممن لا يتابعون سير الأحداث و لا يدرى عن معركة الشريعة شيئا.
استيقظت اليوم فقررت أن أعيد تشغيل قلبى مرة أخرى.
أقلبك و ليس عقلك؟؟!!!
نعم....
و لم لا...ألم نؤمر بأن نستفت قلبنا..و لا أنكر بذلك ضرورة إعمال عقولنا.
فقررت العودة لنقطة الصفر. لأول بيت من بيوت الله فى مصر و أفريقيا. لمسجد عمرو بن العاص  و قد كان يسمى بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامعأاول منبر لنشر الإسلام فى مصر. ذهبت لصلاة الجمعة و من أول خطوة لى داخل المسجدبت أتأمل أعمدته و أرى صلابتها و حملها لسقفه على مر مئات السنين الماضية رغم ما تعرض له هذا المسجد عبر التاريخ و جدير بالذكر أن المسجد كان قد احترق و تهدم إثر إشعال النار فيه بأمر من الوزير شاور عندما خاف من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط. و إذا تأملت موقفه ستجد من الغرابة ما يذهل العقول فكيف يحرق المدينة خوفا عليها.


 و توالت و توالت على المسجد أحداث عبر التاريخ, و كان آخرها خروج الآلافمنه فى مليونية الشريعة دعما للرئيس مرسى فى قراراته رغم جزم العديد من الشيوخ و العلماء منهم الشيخ مصطفى العدوى بأن قرارات الرئيس ليس لها علاقة بالشريعة و إقرار البعض بأن جماعة الإخوان المسلمين هم من حشدوا لها عبر إقناع الناس بأن خروجهم  للدفاع عن الشريعة و من ذلك قول د/ وسام عبد الوارث مؤسس قناة الحكمة على تويتر يوم مليونية جامعة القاهرة " انا مش قادر أصدق ان كل هؤلاء مصدقين ان هذه المليونية مليونية الشريعة و كل من يشارك الآن الا قليل لم يشارك فى جمعة الشريعة ".
جلست أستمع إلى الخطبة التى كان يلقيها د/ أشرف المكاوى و فيها وجدت الإجابة على ما ذهبت من أجله فقد كانت خطبته محايدة تخلو من الرادكيالية تجاه معتقد بأن الرئيس مرسى و تأييده يساوى رضا الله عنا و دخولنا الجنة و معارضته يعنى أن مثوانا النار. فوجه ثلاث رسالات. الأولى لجماعة الإخوان المسلمين بأن يكفوا عما يفعلوه من تعريض أبناء الوطن لسفك دمائهم و انه لا يقبل أن يحمل مسلم سلاحا أمام مسلم و أدانهم بفعلتهم و أقر بأن مواجهة المتظاهرين هى من مهام وزير الداخلية و ليس جماعة الإخوان المسلمين و وصف ذلك بالإرهاب و الجريمة فى حق الشباب و الوطن إذ أنهم أرسلوهم بعد أن أقنعوهم بأنهم ينصرون الإسلام. أما الرسالة الثانية فكانت للرئيس و لرجال الدين على السواء بأن " رجل الدعوة غير رجل الدولة ". و الثالثة للرئيس قائلا " يا من ولاك الله علينا اتقوا الله فى انفسكم و أدركوا ماذا تفعلون "
فى الخطبة وجدت الإجابة حيث نفس المكان الذى خرج فى أول الأسبوع لتأييده شجب أفعاله و طريقة إدارته للبلاد. فى وسط الفتنة بين مؤيدين و معارضين. و أمام من يتهمونا عند شجب أفعاله بأننا مثيرى الفتنة وجدت من يقف على الحياد يؤيد فى الحق و يعارض فى الباطل.
و يشهد الله انى دافعت عن الرئيس عندما كنت أراه على حق و لكنى الآن لا أرى منه ما يؤيد عليه. و أنى قد انتخبته قاطعة مقاطعتى للإنتخابات رغم انتهاكه شرعيتى كمواطنة مصرية عند وصفه لى و أهلى بالجالية وما كان ذلك سوى للصالح العامة. و الآن لا أجد فيك صالح.
أما من يدافعون عنك رغم كل ما يحدث فأقول لهم إن كنتم تحبونه : فنصر أخاك ظالما أو مظلوما " و استقيموا يرحمكم الله.
و أسأل الله أن يجنبنا الفتن و يحفظ مصر و أبنائها... اللهم آمين.