الجمعة، 15 مارس 2013

سلفيو كوستا / شارك..مصر التى أتمناها..



كأغصان شجر الغابة المتشابكة التى قد تعوق الحركة أصبحت الإختلافات بيننا تعوق حياتنا. فبالأمس البعيد ما كنت أسمع عن ما ظهر علينا بالأمس القريب من فتنة طائفية, لتصبح اليوم فتنة بين كل من تختلف أيدولوجيته و إياك. و يا لها من فتنة تحول بينك و بين مصر التى كانت و تراها تعود. الفتنة تصل إلى حد اللامعقول فى ظل انعدام مبادئ الإختلاف فقد تجد خصمك حائرا فى أى الخانت يضعك بين خصومه.
لا أدرى ماذا حدث لنا بعد أربعة عشر عاما من دخول الإسلام مصر و بعد أن عشنا لعقود كمواطنين, و من الذى دس إلينا تلك الفتن. و ليست الفتنة فقط بين مسلم و مسيحى إنما قد تصل إلى ما بين معتنقى نفس الديانة. تعجبت لاستنكار السلفيين تسمية حركة سلفيو كوستا بهذا الاسم و نسب السلفيين لاسم كوستا الأعجمى الكافر الزنديق, و يرفض أى محاولة لاقناعه بأن لا علاقة لديانة كوستا بعقيدتهم, و بأن كوستا هو مجرد اسم الكافتريا التى كان يرتادها مؤسسى الحركة و قد قرنوا اسمها بهم فقط للدلالة على أن التزامك بعقيدتك و تعاليم دينك و شرائعه لن تمنعك من الحياة كأى انسان عادى كالما أنك لا تأتى معصية. فليس فى ارتيادك لكافتريا تقدم ما أحل الله لك من مشرب و مأكل ما يتعارض مع عقيدتك. و لكن هيهات أن يتقبل ذلك.
و ليس هناك من رد أبلغ على ذلك إلا ما سمعته من م/ أحمد الشاعر أحد أعضاء سلفيو كوستا و بجواره م/ مينا منصور أحد الأعضاء أيضا المسيحى الديانة قائلا " أيدولوجية سلفيو كوستا لا تتعارض و عقيدتى, فأنا على عقيدتى التى تعتبر مينا كافرا؛ مشيرا إلى مينا, و مينا على عقيدته بأنى لن أدخل ملكوت السماء. و هذا الاختلاف العقائدى لا يمنعنا من العمل سويا كمواطنين من اجل بلدنا"
و هذا بالفعل ما وجدتهم عليه, يعملون بجد من أجل الوطن فلم تقتصر الحركة على النشاط السياسى فقط و إنما انبثقت عنها حركة سلفيو شارك. الحركة التطوعية التى تهدف إلى توصيل المساعدات المختلفة لمختلف أنحاء الوطن. و يأملون ان يصلوا لكل مكان فيه متكبدين عناء السفر لساعات ليشقوا وادى النيل لصعيد مصر حاملين معهم كل ما استطاعوا أن يقدموه من مساعدات لبنى وطنهم الذين يعانون من ويلات التهميش و إن سيحملونها على فلوكة.
 و رغم مشقة الرحلة إلا أنى لمست فيهم السعادة التى يعيشونها بل و يحسون بالتأنيب أنهم لم يستطيعوا تقديم المزيد. و لا فرق بينهم فى العطاء؛ لا فرق بين أحمد و مينا. بل لن أنسى مينا و هو يسير أعرجا فى نهاية اليوم الحافل من فرط ما أرهق ساقه المصابة بالخرطوش فى رحلة النضال من اجل الحرية للشعب المصرى. و اليوم أشرف على اخراج قافلة ناجحة على كل المستويات جنبا إلى جنب مع د/ باكينام مجدى. ففى سلفيو كوستا المرأة نصف المجتمع يعهد إليها بالإدارة جنبا إلى جنب مع الرجل.
و لكن..
عند مبادرتنا..سيدات القافلة.. بالمساعدة فى حمل الأدوية؛ واجهنا اعتراضا تاما من رجالها. ما سرى داخلى فى ساعتها كلمتان و حرف ليس إلا " رفقا بالقوارير ". فلم أجد من يتشدق بالمساواة فى العمل و قرنها ببث الضغينة للمرأة. فتجدهم يحرصون على الرفع من مستوى العناية بها لحد يجعل من عم أمام عبده أبا لنا و أستاذ محمد البحراوى أخا. و هو من إذا أردت أن تتعلم كيف هو المناضل الحق فعليك فقط أن تنظر إليه. فهو يصطحب أسرته معه و يشاركهم العمل فيتعلم أولاده معنى العمل من أجل الجماعة منذ نعومة أظافرهم. فالحياة بالنسبة لأطفال فى عمرهم قد تكون فقط لعب و لعب و لعب. إنما أن يشاركوا الأطفال فى عمرهم ممن حرموا رفاهية اللعب. وهذه صورتهم تتحدث. 
و تسأل الأستاذة هبة علاء عم ما يجرى فى القضية النوبية ..أخبار قضيتنا.. و فى " نا " التى تشير إلى المخاطب ما يعكس إحساسها بالإنتماء لكل بقعة فى أرض الوطن و باقى الحديث الذى أخذنا إلى الحديث عن اللغات المختلفة فى مصر بخلاف العربية تأخذك للإعتراف بالتعددية الثقافية.

فعندما أجد فى سلفيو كوستا..                 
المواطنة و الإخاء و المساواة و التعددية الثقافية و الانتماء و الحب و التفانى فى العمل..
فعفوا.. 
سلفيو كوستا / شارك..هى مصر التى أتمناها 

هناك 5 تعليقات:

  1. تحدثت العديد من الصحف و المجلات سواء العربية او الاجنبية عن سلفيو كوستا
    و لكن صدقا لم أحس بصدق الوصف أكثر من هذا المقال
    جزاكم الله خيرا كثيرا يا دكتورة
    و نتمنى دوام مشاركتك معنا

    ردحذف
  2. بارك الله فيكي أنتي إضافة كبيرة للفريق - لم تتواني عن المساعدة والتطوع لله ولمصر بارك الله فيكي وشكرا للمقالة الفوق رائعه
    محمد البحراوي

    ردحذف
    الردود
    1. بل انتم الاضافة الكبيرة لى ...
      جزاكم الله خيرا على مشاركتنا الأجر

      حذف