الخميس، 4 أبريل 2013

أنا بحبك قوى



كلمات تكتبها فتاة فى السابعة و العشرين من عمرها و هى طريحة الفراش موصل بها العديد من الأنابيب المختلفة و الأسلاك الموصلة بالأجهزة لتساعدها على الحياة لتخطى الأزمة الصحية التى تمر بها. أنبوب للتغدية و أنبوب موصل بجهاز تنفس صناعى. لا تمر عليها الا و تجدها إما تصلى و إما تقرأ فى كتاب الله عز و جل و إن أنهكت تستمع إليه من التسجيلات المختلفة لبعض القراء. و لم تكن لتفوتها صلاة.
كانت تحتفظ معها بدفتر لكتابة ما تريده كوسيلة تعبير بعد أن فقدت القدرة على التواصل باللسان بسبب الأنبوبة الحنجرية التى يستحيل معها خروج الصوت عبر الحنجرة. و كانت تلك كلمات الترحيب التى رحبت بى بها عند استلامى لنوبة العمل يومها. لا توجد من الكلمات ما تصف الشعور الذى إنتابنى. فقط أستطيع أن أقول بأن قشعريرة سرت فى جسدى من منبت شعرى و حتى أخمص قدماى. ربتت على يدها و طمأنتها رغم خطورة حالتها.
تمر الساعات و حالتها تزداد سوءا و بين الحين و الحين تنسد أنبوبتها الحنجرية و أهرع لتغييرها حتى لا تصاب بهبوط فى نسبة الأكسجين. و فى ذات مرة منهم هبط الأكسجين لمستوى لم يمهلنى لأرتدى القناع الواقى فبادرت مسرعة بتغييرها دونه. قبل أن أنتهى من دوامى أحسست بأعراض الالتهاب فى حلقى و صدرى و ما أن انتهيت و عدت إلى منزلى إلا و ارتميت على السرير و لم أستطع أن أغادره لأيام و أسابيع فقد أصبت بعدوى أثناء تغيير الأنبوبة لها دون قناع و هو خطا كان يجب على الحرص و الامتناع عنه و لكنى لم أستطع. من ضيق بالتنفس إلى بالكاد أستطيع أن أكمل جملة واحدة نتيجة الإلتهاب الرئوى. تدهورت حالتى سريعا رغم المضادات الحيوية. جاءت نتيجة المزرعة البكتيرية بأسوا الأخبار. بكتيريا من النوع العنيف و أيضا لا تستجيب لكل أنواع المضاد الحيوى. و ذلك يعنى أنه لا يوجد علاج. فما العمل؟؟ ليس بامكانى و لا بامكان زملائى عمل شئ. توقفت عن العلاج الذى لا جدوى منه .
ثم أتى خبر وفاة الفتاة. و أنا ما زلت فى معاناتى و مكثت على حالى و أنا أعلم أنه لا يوجد حل بيد بشر فلم أجد سوى الدعاء. أنا على إيمان تام بأن الدعاء هو مفتاح الحل و أن الله جل علاه لا يرد يدنا. و بعد مضى أسابيع فى صراع مع المرض تم الشفاء بحمد الله؛ و لكنى على يقين بأن دعاء تلك الفتاة هو ما أهلنى لتخطيه. و يوما ما عندما أقف أمام ربى بكتابى؛ أتمنى أن أجد ما كتبته لى فى كتابى.

هناك تعليق واحد:

  1. نسأل الله ان يغيثك يوم القيامة كما أمرضتي نفسك بلهفتك على اغاثتها

    ردحذف